برعاية مناظرات قطر ومناظرة صديق وجورجتاون والمجلس الثقافي البريطاني - طلاب قطريون وبريطانيون يتناظرون حول الضوابط الأسرية لمواقع التواصل الاجتماعي.
شارك مركز مناظرات قطر – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في المهرجان البريطاني للمناظرة الذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع جامعة جورجتاون، ومركز مناظرة صديق البريطاني "Debate Mate UK".
حيث نظمت مناظرة عامة استضافتها جامعة جورجتاون شارك فيها 4 طلاب قطريين هم: فهد الخاطر – جورجتاون، أحمد المير – وايل كورنيل، أمينة هارون – كارنيجي ميلون، سنا طارق – جورجتاون، إلى جانب 4 طلاب بريطانيين. وجرت المناظرة طبقاً لنظام البرلمان البريطاني، فيما شكل الفريقين من الطلاب القطريين والبريطانيين على حد سواء.
وتناظر الفريقان حول قضية هي: "يسمح هذا المجلس للآباء بالدخول على حسابات أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي"، وهي من القضايا التي تمس جوهر الحياة العامة لعالمنا المعاصر في الوقت الراهن. وقد اختلفت آراء الحضور حول القضية بين مؤيد ومعارض، وكل فريق من الجمهور لديه حججه الوجيهة من وجهة نظره.
وشهدت المناظرة نقاشاً حاداً بين المتناظرين برز فيه تفوق الشباب القطري في مجال المناظرات، وبدا الجهد الذي يبذله مركز مناظرات قطر في تدريب العناصر الوطنية جلياً من خلال المهارات التي أبداها طلاب قطر خلال المناظرة.
ومن جهتها فقد كان رأي الدكتور حياة معرفي – المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر – في القضية هو أن يكون دور الآباء بتوعية الأبناء وتثقيفهم وتبيان جميع الاحتمالات الممكنة للوقوع بالخطأ دون الدخول على حساباتهم ، لذا مهمتنا تنتهي عند التوعية والنصح فقط فضلًا عن كون سماع المعلومات من آبائهم خير لهم من أصدقائهم، كما يمكننا أن نناقشهم بصفة مستمرة فيما يشاهدونه أو يلعبون به، لأن إمدادهم بالمعلومات والمعارف تجعلهم يتعاملون بإيجابية فيما يتابعونه، مما يدفعهم للاهتمام بأصدقائهم الإلكترونيين بالقدر نفسه الذي يبدونه لأصدقائهم الحقيقيين
وتابعت قائلة : "علينا أن نزرع في أبنائنا الثقة بالنفس والقدرة على المواجهة من خلال تعويدهم على كتابة أي شيء ليسوا على استعداد لقوله وجهًا لوجه أمام الناس، ولهذا فإنه من المهم أن يعرفوا أن أخلاق الفرد ومبادئه لا تتغير بتغير وسيلة التواصل مع الآخرين ".
وأشارت الدكتورة حياة أن المناظرة كانت فرصة نادرة لشبابنا للانخراط مع الطلبة من جامعات عالمية – كامبرج واكسفورد – لتبادل الأفكار والتعرف على أساليب المناظرة والطرق المستخدمة لديهم كما أن المناظرة بحد ذاتها تساعد الشباب لتقديم أفكارهم بطريقة واضحة وقبول وجهات نظر الآخرين
مؤكدة أن الجلسة النقاشية والتي عقدت على هامش المناظرة حول دور المناظرة في حياتنا كانت مثمرة بكل المقاييس لأنها أكدت على أهمية دور الشباب في بناء الوطن كما أن المتناظرين فيها لم ينتظروا الفوز أوالخسارة كونها مناظرة عامة لإبداء الرأي في قضية تهم الكثيرين
وأضافت: "أشعر بالفخر لمشاركة طلبة قطريين يتحاورون بمواضيع حيوية تلامس حياتهم اليومية لأنهم بحاجة دوماً لفتح قنوات التواصل للتعبير عن آرائهم والمناظرة قناة هامة لهذه الغاية". وقد عبرت عن سعادتها بمشاركة الشاب المتناظر طارق الحمادي – عنابي المناظرات 2015 – في الجلسة الحوارية والتي أقيمت على هامش المناظرة بقولها: " لقد أمتعنا بأسلوبه المتميز وحديثه حول تأثير المناظرة في حياته كطالب وأهم مكتسباته من تعلمه هذا الفن الراقي من حيث تنظيم الأفكار، و استخدام الصوت ولغة الجسد لإقناع الجمهور بوجهة نظره فضلًا عن كيفية التفكير المنطقي لإيصال رأيه للآخرين وإقناعهم ."
كما تطرق لنتائج البحث الذي قدمه حول مهارات المناظرة ومدى استفادة الطالب منها وانعكاسها الإيجابي على شخصيته ومستقبله الأكاديمي والعملي. وأضافت :" أتقدم بكل الشكر والتقدير للدكتور عبد اللطيف سلامي – جامعة قطر - لمشاركته في الحلقة النقاشية وتأكيده على أهمية المناظرة للطلاب في مجال البحث العلمي وإدراكهم لقضايا هامة تخصهم وتدورضمن محور اهتماماتهم."
وتقدمت بالشكر الجزيل للمجلس الثقافي البريطاني على تنظيمه هذه الفعالية المتميزة والشكر موصول لجامعة جورج تاون لاستضافتها هذه الفعالية بالتعاون مع Debate Mate.
وبدورها نبهت السيدة فايزة عبد الرزاق- رئيس قسم البرنامج العربي بمركز مناظرات قط، الى أن الرقابة الأسرية على الإنترنت يُعدَُ من الأمور الهامة لاسيما في عالم اليوم المليء بالمفاجآت، مشيرة إلى أن المراهقين الذي حضروا المناظرة اتسمت آرائهم برفض الرقابة، مرجعة ذلك الى قلة خبرتهم في الحياة.
وأكدت عبد الرزاق أن دفاعها عن وجود رقابة لا ينفي أهمية وجود هامش من الحرية للطفل تساهم في بناء شخصيته، مشددة على أن تترافق الرقابة مع التوعية ومزجها بهامش من الحرية المسؤولة.
وأضافت قائلة: " فعندما تفرض الأسرة رقابة صارمة وقوية على الطفل والشباب فيما يتعلق بالإنترنت يدفعه ذلك إلى البحث عن وسائل أخرى للاطلاع على ما يتم منعه عنه مما يشكل ضرراً أكبر به". وأوضحت أن المناظرة مست قضية غاية في الحساسية تهم كل أسرة في العالم اليوم مما جعلها محل نقاش مستمر بين الجميع، وأشادت فايزة عبد الرزاق، بالمستوى الذي أظهره الطلاب القطريين الذي تم تدريبهم في مركز مناظرات قطر، مؤكدة أن الطلاب القطريين كانوا على نفس مستوى الطلاب البريطانيين وتناظروا بنفس الكفاءة .
عناصر وطنية رائعة
ومن جانبه أشار أحمد المير إلى أن فريقه كان ضد السماح للآباء بالدخول إلى حسابات أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يقتنع فيه شخصياً بعكس ذلك تماماً، مبيناً أن المتناظر يجب أن يفصل بين قناعاته الشخصية والقضية التي يتناظر بشأنها في حالة تعارضهما، ومن ثم يعمل على تغليب مصلحة فريقه على رأيه الشخصي.
ولفت المير إلى أن الحجج والبراهين التي ساقها خلال المناظرة تركزت على أهمية بناء جسر من الثقة بين الأهل والأبناء، منوهاً بأن الطفل عليه أن يحدد لنفسه شكل التعامل مع المواقع الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي، مضيفا: "وهذه تعتبر من الخبرات التي يتعلمها الطفل في المنزل والمدرسة وغيرها من مؤسسات المجتمع المعنية بتعليم الطفل على حد سواء لتأهيله وخلق شخصيته المستقلة. وإن كنت أميل إلى قيام الأسرة بدور أكثر فعالية في هذا المجال حماية لأطفالهم دون فرض رقابة صارمة".
ولفت إلى أن النقاش تطرق الى أهمية إتاحة مساحة كافية من الحرية للطفل لاختيار عالمه الافتراضي تمهيداً لبناء خبراته الحياتية بشكل فردي دون تدخل، مؤكداً أن ذلك يزيد من إبداع الطفل واعتماده الذاتي على قدراته وملكاته مما يساهم في تطويرها.
وبين المير أهمية توفير المعلومة للطفل وبناء قدراته الفكرية والنقدية وتركه للتعامل مع الإنترنت كاختبار حقيقي يصقل قدراته ويزيد من حصيلة خبراته التي تمكنه من التعامل مع العالم الحقيقي بشكل متوزان، موضحاً أنه مع معرفة الأسرة لنوعية المواقع التي يدخل إليها الطفل.
ومن جهته قال طارق الحمادي – عضو عنابي المناظرات: " أنا ضد وجود رقابة على الأبناء فيما يتعلق بالتعامل مع الإنترنت، حيث يجب احترام الجميع لخصوصية الطفل والشاب وإتاحة المجال له لاكتشاف عالمه مما يؤهله لتشكيل شخصيته المستقلة". وأضاف قائلاً" وبالطبع عند فرض الرقابة الصارمة على الطفل فلن يكون لديه القدرة على بناء شخصيته. وبدلاً من فرض الرقابة يجب البحث عن سبل لتعليم الأطفال والشباب الطرق المثلى للاستفادة من الإنترنت واستخدامه فيما ينفع".
وحول مشاركة الطلاب القطريين إلى جانب البريطانيين في فريقي المناظرة، أكد الحمادي أن ذلك دليل قاطع على أن قطر تعد من أفضل دول العالم في مجال المناظرة، مدللاً على ذلك بالمستويات المتساوية للمتناظرين الـ 8. وتابع قائلاً" اليوم يشارك طلابنا إلى جانب طلاب أفضل جامعات في العالم مثل: أكسفورد وكامبريدج، وهذا يشير إلى الجهد الكبير الذي يبذله مركز مناظرات قطر في تدريب الكوادر الوطنية".
تباين واضح للآراء
وبدوره بين علي الأنصاري – متناظر بمركز مناظرات قطر- أن الرقابة على مواقع الإنترنت من قبل الأسرة يُعدُّ من الأمور الهامة التي تقي الطفل والشباب الكثير من المخاطر المؤثرة على طريقه في الحياة بشكل كبير. وأضاف قائلاً" وهذا لا ينفي أهمية توفير هامش من الحرية للأبناء ولكنها حرية مسؤولة وليست مطلقة، ويرجع ذلك إلى حساسية المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل والشاب".
وحول المناقشات التي دارت خلال الحلقة، نوه الأنصاري بأن طابع المناظرة خلق نوع من التنافس بين الفريقين وهو ما عزز من تدفق المعلومات حول القضية من وجهتي نظر الجمهور، وعزز من تكوين وجهات نظر متباينة لديهم جميعاً. وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت يجب وضع محاذير وضوابط لاستخدام الأطفال والشباب مثلها مثل الكثير من الأمور الحياتية الأخرى على سبيل المثال قيادة السيارات وغيرها من الأمور التي تحتاج إجراءات معينة وسن معين للقيام بها. ودعا الأطفال والشباب إلى تعلم المناظرات، مؤكداً أن هذا الفن يصقل لدى الشخص الكثير من القدرات والملكات التي تمكنه من بناء شخصيته المستقلة، مشيراً إلى أن المناظرة تعزز الثقافة العامة لدى المتناظر مما يقيه من الوقوع في الأخطاء.
نقاشات جادة وفعالة
ومن جهتها اعتبرت مها أحمد هارون – متناظرة بمركز مناظرات قطر- أن رقابة الأسرة على أبنائها من الأمور التي تحد من تطورهم النفسي والعقلي وتمثل حاجزاً أمامهم للتفاعل مع المجتمع.
وأضافت قائلة: "يجب أن يكون العالم الافتراضي تدريب للطفل والشباب للتفاعل مع العالم الحقيقي، وقد اكتسبتُ خبرات واسعة من خلال الإنترنت تمكني من التعامل مع محيطي بشكل متوازن، أما الرقابة الصارمة فإنها تهدم كل هذا وببساطة".
ومن جانبه ألمح خالد الفضالة – متناظر بمركز مناظرات قطر- بأن المناظرة أظهرت مدى تفوق العناصر الوطنية في مجال المناظرات ليس على المستوى الإقليمي بل العالمي، مؤكداً أن قطر تُعدُّ من أبرز دول العالم في هذا المجال حاليا، مدللاً على ذلك بالمستوى الرائع والراقي الذي ظهر به طلاب قطر خلال المناظرة.
ونوه بأنه مع وجود رقابة أسرية على الإنترنت، مشدداً على أهمية بناء جسور التفاهم مع الأبناء لحمايتهم من مخاطر الإنترنت التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا ما تركت دون رقابة.
وأضاف قائلاً: "يجب التنبه لنقطة هامة وهي الاختلاف بين الفتاة والشاب في هذا الموضوع حيث يجب فرض رقابة أوسع على الفتيات من قبل الأسرة".
كما عقدت على هامش المناظرة حلقة نقاشية حول أهمية تعلم المناظرة للطلاب ودورها في الارتقاء بالمستوى الأكاديمي لهم، وذلك بمشاركة الدكتور عبداللطيف سلامي الباحث بجامعة قطر، الدكتور جيرد نونمان- عميد جامعة جورج تاون في قطر، طارق الحمادي- طالب ثانوي وعضو فريق قطر الوطني للمناظرات، بينديكت سارانجيان- مدير البرنامج التنفيذي، لمركز "مناظرة – صديق" البريطاني، روب شيروين- المدير العام لعلاقات الشركات ونائب رئيس مجلس الإدارة، شيل قطر، جان كايل- مدير البرامج، ورئيس البرامج الإبتدائية بمركز" مناظرة صديق" البريطاني.
ويشار إلى أن مركز مناظرة صديق البريطاني هو مؤسسة خيرية تعليمية دولية فريدة من نوعها متخصصة بتحسين النشاط الاجتماعي من خلال توجيه حلقات نقاش فعالة وبتكلفة مجدية.
أقوال الحضور
- الدكتورة حياة معرفي: "علينا أن نزرع في أبنائنا الثقة بالنفس والقدرة على المواجهة."
- "المناظرة كانت فرصة نادرة لشبابنا للانخراط مع الطلبة من جامعات عالمية ." كامبرج واكسفورد
- فايزة عبد الرزاق: "طلابنا أظهروا مستوى عالمي والمناظرة تمس حياة جميع الأسر."
- أحمد المير: "توفير المعلومة وبناء قدرات الطفل الفكرية والنقدية يقيه مخاطر الانترنت."
- طارق الحمادي: "المناظرة أثبتت أن قطر ضمن أفضل دول العالم في فن المناظرات."
- علي الأنصاري: "الحرية المسؤولة تساهم في بناء قدرات الطفل وتأهيله للتعامل مع المجتمع."
- مها هارون: "العالم الافتراضي تدريب هام للطفل والشباب للتفاعل مع العالم الحقيقي."